بعد موت الحارث وعبد الجبار ، قام الإباضية بمبايعة إمام آخر بيعة دفاع ،
وهو الإمام أبو الزاجر إسماعيل بن زياد النفوسي (3)
، وكانت بيعته في سنة 131هـ أو 132هـ كما جاء في معجم أعلام الإباضية ، وهناك بعض
المصادر ذكرت أن بيعت هذا الإمام كانت سنة 132هـ (4)
؛ إلا أن هذا التاريخ غير دقيق ، وذلك أن الحارث الإمام السابق للإمام إسماعيل
شارك في ثورة أبي حمزة الشاري والتي انتهت في سنة 130هـ ، فانتقل الحارث مع عبد
الجبار إلى المغرب والطريق إلى المغرب يحتاج إلى فترة زمنية طويلة بوسائل النقل
السابقة الخيل أو الجمال أو الحمير أو حتى عن طريق البحر، ولنقل على أقل تقدير سنة
، إذا سيكون وصولهما إلى المغرب في سنة
131هـ ، تنظيم الإباضية وتجميع القوة وإقامة الإمامة يحتاج إلى مدة من
الزمن ، ثم بعد ذلك قتالهم لعبد الرحمن بن حبيب الفهري ظل مدة من الزمن ، وبعد موت
الحارث وعبدالجبار يحتاج الإباضية وقتا لتنظيم صفوفهم ، فليس من المعقول أن تكون
سنة مبايعة إسماعيل بن زياد 131هـ أو 132هـ ، فلعلها متأخرة عن ذلك ولكن قبل سنة
140هـ ، وهي السنة التي قتل فيها الإمام إسماعيل بن زياد ، والله أعلم .
وقد
عظم شأن هذا الإمام وكثر أتباعه ، فنجح في دخول مدينة قابس بتونس ، وبعد جولات من
القتال مع عبـد الرحمـن الفهـري تمكن هذا الأخير من قتل إسماعيـل بن زيـاد في
معركـة قـرب قـابـس وذلك سنة 140هـ (5) ؛ وقد
ذكر الباحث عوض خليفات أن هذه المعركة كانت في سنة 132هـ ، وقتل فيها الإمام
إسماعيل النفوسي ، ثم ذكر أن الإباضية ظلوا في حالت كتمان بعد هذه الهزيمة إلى أن
بزغ فجر إمام جديد من أئمة أهل الحق والإستقامة في سنة 140هـ (1)
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق