تعديل

السبت، 18 يناير 2014

الشيخ علي يحيى معمر



ولد الشيخ علي يحيى معمر بمدينة نالوت بليبيا ، من عائلة متوسطة الحال ، متدينة ومحافظة .

كانت أسرته تسكن قرية « تكويت » إحدى قرى ضواحي نالوت ، وعندما تأهل للدراسة أدخله والده كتاب القرية الذي كان يشرف عليه الشيخ العزابي عبدالله بن مسعود الكباوي ، فأخذ مبادئ القراءة والكتابة ، وحفظ قسطا من القرآن الكريم .ثم التحق بالمدرسة الابتدائية التي فتحتها الحكومة الإيطالية .
وسرعان ما ظهر نبوغه ، وتجلت مواهبه بين زملائه ، مما لفت إليه نظر أستاذه الشيخ عيسى بن يحيى الباروني الكباوي ، وصادف أن استقدمت ليبيا عالما من علماء جربة ليدرس الفقه الإباضي وجملة من العلوم الشرعية ؛ هو الشيخ رمضان بن يحيى الليني الجربي ، فانضم إلى حلقاته ولازمه في أوقات فراغه .
وفي سنة 1927م رجع الشيخ الليني إلى جربة ، فلحقه تلميذه الطموح والتحق بحلقاته ، ثم انتقل بعد ذلك إلى صفوف جامع الزيتونة العامر .
وفي سنة 1937م غادر تونس ميمما وجهه شطر معهد الحياة بالقرارة بوادي ميزاب في الجزائر ، وبه حط الترحال في طلب العلم ، وأقام سبع سنوات تتلمذ خلالَها على مشايخ منهم : الشيخ إبراهيم بيوض ، والشيخ شريفي سعيد .
آنس منه أساتذته الكفاية العلمية ، فأسندوا إليه مهمة التدريس بالمعهد ، فكان طالبا ومدرسا في آن واحد ، مما ساعده على التوسع في البحث والاستزادة من المعرفة .
أما نشاطه الثقافي فبرز بتونس ، ففي إحدى العطل الصيفية قصد جربة ، وكون بها جمعية من زملائه الطلبة ، تتولى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وفي القرارة برز نشاطه في التوجيه والإرشاد .
كان ينشر مقالاته الدينية والأدبية والاجتماعية والتاريخية بمختلف الجرائد والمجلات منها :
1.   مجلة الشباب : يصدرها طلبة معهد الحياة بالقرارة .
2.   مجلة المسلمون : يصدرها المركز الإسلامي بجنيف .
3.   مجلة الأزهر : يصدرها مجمع البحوث الإسلامية بأزهر القاهرة .
4.   الأسبوع السياسي ، والمعلم : تصدران بطرابلس الغرب في ليبيا .
5.   الرسالة : يصدرها حسن أحمد الزيات بالقاهرة .
بذل جهودا معتبرة في تأسيس عدة مؤسسات تربوية ، فأثمرت جهوده :
1.   مدرسة ابتدائية في جادو .
2.   معهدا للمعلمين سماه « معهد الشيخ إسماعيل الجيطالي للمعلمين ».
3.   مدرسة الفتح بطرابلس ، تديرها جمعية الفتح .
ولقد تدرج في أروقة التعليم من مدرس ، إلى مدير مدرسة ، إلى موجه تربوي ( مفتش ) ، إلى موظف سام بأمانة التربية والتعليم بالوزارة ، وبقي فيها إلى حين وفاته .
أما في المجال السياسي فيتمثل في التحاقه أول الأمر – بعد رجوعه من ليبيا – في الانتساب إلى الحزب الوطني ، لكن سرعان ما تخلى عنه ، لما تحقق أنه لا فائدة ترجى من هذه الأحزاب ، فاعتزل السياية كلية .
كان الشيخ علي يحيى معمر ولوعا بالأدب ؛ شعره ونثره ، قديمه وحديثه ، وامتاز بأسلوب رصين وأدب رفيع ، فسبك أشعارا رقيقة ، وحبك مقالات فائقة ، وأبدع مسرحيات هادفة .
وزبدة إنتاجه مؤلفات في التاريخ والفكر الإسلامي ، أشهرها كتاب « الإباضية بين الفرق الإسلامية » الذي أطبقت الآفاق شهرته ، وأصبح النموذج الأمثل لروحه الإسلامية ، ودعوته الحكيمة إلى توحيد المسلمين .
وجملة تآليفه التي عرفت :
`  أولا  : الكتب :
1.   «الإباضية في موكب التاريخ» في أربع حلقات (مط) :
الحلقة الأولى : نشأة المذهب الإباضي .
الحلقة الثانية : الإباضية في ليبيا .
الحلقة الثالثة : الإباضية في تونس .
الحلقة الرابعة : الإباضية في الجزائر .
2.   «الإباضية بين الفرق الإسلامية» طبع عدة مرات .
3.   «سمر أسرة مسلمة» طبع عدة مرات ، آخرها نشر جمعية التراث ؛ بتحقيق محمد بابا عمي .
4.   «الميثاق الغليظ» .
5.   «الفتاة الليبية ومشاكل الحياة» (مط) ، وطبع كذلك تحت عنوان «الفتاة المسلمة ومشاكل الحياة» بتحقيق أحمد كروم .
6.   «الأقانيم الثلاثة أو آلهة من الحلوى» (مط) .
7.   «الإسلام والقيم الإنسانية» .
8.   «فلسطين بين المهاجرين والأنصار» .
` ثانيا : الرسائل :
1.   «أجوبة وفتاوى» (مط) .
2.   «صلاة الجمعة» (مط) .
3.   «أحكام السفر في الإسلام» (مط) .
4.   «مسلم لكنه يحلق ويدخن» ألفه بالاشتراك مع الشيخ بيوض (مط) .
5.   «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (مخ) .
6.   «الحقوق في الأموال» (مخ) .
` ثالثا : البحوث :
1.   مناقشة للشيخ خليل المزوغي (مخ) .
2.   بحث قيم حول أجوبة أبي يعقوب يوسف بن خلفون .
3.   بحث حول الإباضية قدمه إلى موسوعة الحضارة العربية .
` رابعا : التعاليق والمقدمات :
1.   «تعليق على كتاب الصوم» لأبي زكرياء الجناوني (مط) .
2.   «تعليق على كتاب النكاح» لأبي زكرياء الجناوني (مط) .
3.   «مقدمة لكتاب سير مشايخ نفوسة» الذي حققه تلميذه الدكتور عمرو خليفة النامي .
` خامسا : المسرحيات :
1.   مسرحية «ذي قار» السياسية .
2.   مسرحية «محسن» .
أما مقالاته فمنها المنشور ومنها غير المنشور ، لو جمعت لكانت مجلدات .
وقد ابتلي في أواخر حياته بعدة مصائب ، منها : المضايقات السياسية ، وسجن أبنائه ، والعلل المتنوعة مثل ضيق التنفس وضغط الدم وعسر الهضم ، وعدم المعين ، وقلة ذات اليد ... فمضى إلى ربه شهيدا في ميدان العلم والدين الحنيف ، تاركا للأمة الإسلامية نموذجا حيا للعالم المسلم ، والمجاهد المخلص ، والمؤلف الصادق .
رثاه شعراء عديدون ، وسجل مآثره خطباء بارزون .
بقلم / الدكتور محمد ناصر بو حجام

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More