لنفرض
جدلاً أن أهل
النهروان كانوا على خطأ في اجتهادهم للخروج من زمرة جيش الإمام علي
، واستخلافهم إماماً
جديداً ، هل فعلهم هذا كافٍ للحكم بخروجهم من الملة وإن صلّوا وصاموا ؟! وهل في ذلك دليل على أن تبقى
ذرياتهم خارجة عن الدين إلى يوم القيامة ؟!
لا أظن أن عاقلاً يتبنى هذا الزعم غير المنطقي ، ومع ذلك فلقد
لويت أعناق كثير من الأحاديث
، واستغلت في معرض القدح في أهل النهروان
، وهي كثيرة ومتفرقة في المساند ، ولكنَّ
معانيها مجتمعة لا تخرج عن ما في الأحاديث التالية:
((1)) · أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ بَيْنَمَا
نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ ذُو
الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ
خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ
فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ
أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ
مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ
تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ
إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ
إِلَى نَضِيِّهِ وَهُوَ قِدْحُهُ
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ
وَالدَّمَ آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى
عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ
تَدَرْدَرُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى
حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ
قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ فَأَمَرَ
بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ. (رواية
البخاري) 0
((2)) · يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. (رواية البخاري (
((3)) · بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ الْأَقْرَعِ ابْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ ثُمَّ الْمُجَاشِعِيِّ وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ قَالُوا يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا قَالَ إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاتِئُ الْجَبِينِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَا تَأْمَنُونِي فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَمَنَعَهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ * وفي رواية أخرى قتل ثمود.( رواية البخاري) 0
((4)) · عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِي اللَّه عَنْه فَقَالَ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلَّا عَائِشَةُ رَضِي اللَّه عَنْهَا فَقَالَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَشْرِقِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ فَمِنْهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ كَأَنَّ يَدَيْهِ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ .( رواية أحمد) 0
((5)) يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ قَالَ يَزِيدُ لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ )رواية أحمد (
كيف
استُغلت هذه الأحاديث: ـ
أولا:
أضيف إلى بعضها شروح الرواة ، ونظراتهم الخاصة
، وهي تسخير بيِّن لمراد الحديث ، مثل (حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ) لمناصرة طائفة على أخرى ،فهي ليست من صُلب الحديث
، وإنما هي – إن صحَّت - دعوى فريق ليُبررَ
موقفه ، ولا تُقبلُ لِفضِّ خصام ، وسيأتيك البيان ببراءة الصحابة أهل النهروان
من ذلك.
ثانياً: ذو الثدية ، صوَّره بعض المتهورين ظلماً على أنه هو حرقوص بن زهير السعدي ، الذي لم يُبنَ على دليل ، بل هو من الكذب المعارض للدليل البيِّن ، والحجة الساطعة ، وإليك البيان:
حرقوص
بن زهير السعدي الصحابي المفترى
عليه: ـ
إنَّ الجرأة على فاتح الأهواز حرقوص بن زهير على أنه ذو الثدية ، لهو من الكذب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فأولا: لم يرد في أي من الصحاح ولو إشارة واحدة على أنَّ ذا الثدية كان حرقوص بن زهير السعدي ، مع أن كتب الصحاح لم تدوَّن إلا بعد النهروان ، ومؤكد أنها ستشير إليه اسماً لو صحَّ الخبر ، وإنما هذه الفرية من تلفيقات المأجورين الحاقدين على أهل النهروان .
ثانياً: لقد ذكرنا مكانة حرقوص عند عمر رضي الله عنه ، واختياره له من بين الصحابة لنجدة المسلمين ، وفتح الأهواز ، ونحن نعلم مدى دقة عمر في اختيار قادته؟!، فكيف يستعين عمر على الجهاد وهو ذروة سنام الإسلام برجلٍ ذلك شأنه وتلك علامته التي يزعمون؟ وهل سيفعل ذلك عمر عن جهل وهو صاحب الفراسة ، خصوصاً وأن عمر هو الذي همَّ بقتل ذي الخويصرة في بعض الروايات.
ثالثاً: كيف يتسامح الصحابة في بقائه بينهم ، وقيادته لهم ، حتى يوم النهروان وهو هذا شأنه؟ رابعاً: يخرج من ضئضئه أي من نسله ومعدنه وحرقوص لم يكن من نسل ومعدن ذي الخويصرة.
خامساً: الحديث يذكر أنه أسود اللون ، وإن كان لون البشرة ليس بنقيصة ، فإن حرقوص عربي من بني سعد من جزيرة العرب ، ولم يكن إفريقيّاً.
فلمصلحة مَن يشوِّه البعض صور عظماء هذه الأمة من الصحابة الفاتحين الذين ماتوا من أجل أن تحيا الخلافة الراشدة ، وفي المقابل نرى دفاعاً مستميتاً عن من أنزل الله فيه قوله {ومنهم من عاهد اللهَ لإن آتانا من فضله لَنَصَّدَّقَن..} ؟
نظرة تحليلية
للأحاديث: ـ
الأحاديث تذكر أنَّ
هؤلاء القوم صفاتهم كالتالي: ـ
* يأتون في آخر الزمان.
* يخرجون على فُرقةٍ من الناس.
* يخرجون من المشرق ؛ وانظر إلى حديث {اللَّهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا }، لتعرف هذه المنطقة! الحديث في البخاري في كتاب الجمعة وفي كتاب الفتن ، وسنن الترمذي في كتاب المناقب ، وعند أحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
* يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم.
* يسيئون الأعمال فمثلاً يكفِّرون المسلمين ويسارعون إلى إخراجهم من الملة.
* يقتلون المسلمين ويتركون عبدة الأوثان.
وما يمكن أن يتناسب من هذه الأوصاف مع أهل النهروان هو ثانيها ، وهو أنهم يخرجون على فرقة من الناس ، وهي تنطبق ليس عليهم أنفسهم وإنما تنطبق على كلِّ فِرق الفتنة : أهل الجمل وأهل صفين ، أما الأوصاف الباقية فهي لا تتناسب معهم إطلاقاً للأسباب التالية:
·- تذكر أنهم يأتون في آخر الزمان ، وأهل النهروان لم يكونوا في آخر الزمان .
·- تذكر أنهم يتركون قتال أهل الأوثان ، ويقتلون أهل الإسلام ، وأهل النهروان قد قتلوا وهم على مصاحفهم ، بينما قد قاتلوا أهل الأوثان بشهادة الجميع ، ويكفي أنَّ منهم من قاتل مشركي قريش في معركة بدر الكبرى ، ومنهم فاتح الأهواز ، وقادة الأجناد في فتوح العراق.
·- ثبت أن معاوية
وعمرو بن العاص قاتلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل
ولقد قتل جيش معاوية عمار بن ياسر الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه
وسلم
{وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ } (من رواية
البخاري) .
فلماذا ينصرف الخروج على
عبدالله بن وهب وقومه ولا ينصرف على معاوية وقومه وكلٌ له شرف
الصحبة ، بل صحبة أولئك أطول ؟!
لا غرابة أن يسمي الإمام علي أهل النهروان بالخوارج ليميزهم عن جيشه ،
ولكن الغرابة أن تستغل هذه التسمية بعد ذلك لهوى في الأنفس للمز هؤلاء
الصحابة
بالخروج عن الدين ، وبين الخروجين فرق شاسع.!
فلماذا مثلاً يطلق لفظ الخوارج على هؤلاء
الصحابة اليوم بينما لم يطلق هذا الوصف على أم المؤمنين عائشة
ومن
معها من الصحابة ساعة خروجهم على علي في موقعة الجمل؟ ولماذا يكون أولئك
مجتهدين
مأجورين في اجتهادهم وأهل النهروان مجتهدين
مأزورين ؟ فما هو مقياس الحكم ههنا؟
· لماذا يتجرأ البعض على هؤلاء الصحابة بالفسوق من الدِّين لأن علياً قاتلهم ، وفي نفس الوقت يترحمون على معاوية وعمرو الذين ثبت قتالهم للمسلمين وخروجهم على علي وقتلهم لعمار بن ياسر ؟!، وقد ذكرنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في معاوية ونقَلنا قول الحسن البصري فيه ، وكذلك تسمية عمرو بن العاص بالفاسق والغادر من ألسنة الصحابة كابن عباس وأبي موسى الأشعري(21)
- ثبت أن القرآن كان يصدِّعُ أكباد هؤلاء القوم من الصحابة والتابعين ، وينير قلوبهم ، هربوا من اتباع الهوى واطرحوا زهرة الحياة الدنيا ، راغبين فيما عند الله ، وشوهد من مخالفيهم من كان لا يصل القرآن إلى لسانه فضلا عن الحنجرة ، فالأولى بالأهواء والبدع تارك القرآن ومخالفه.
· نحن نعلم أن هؤلاء القوم كانوا يناصبون الدولة المغتصبة للخلافة العداء ، فمن هذا الذي يتوقع أن يسكت إعلام الأمويين الهادر عن تشويه صورهم وتضليل سبيلهم ؟ وهل من تشويه أكبر من ليِّ أعناق الأحاديث - في وقت كثر فيه الوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم - ضدَّ هؤلاء الذين كانوا يريدون للخلافة الراشدة أن تعود ؛ تلك التي كان عليها الصدِّيق والفاروق.
· يشهد العدو والصديق على نزاهة أهل النهروان وبعدهم وأنفتهم عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولن يضير الصحابي عبدالله بن وهب الراسبي ولا غيره ما يقوله عنه أولئك الذين لا يأبهون بالكلمة وأثرها عليهم أنفسهم عند الله ، وقد ثبت ودُّ الإمام علي بن أبي طالب لهم ومكاتبته إياهم فقد وردت أكثر من رسالة من الإمام علي إليهم بعد تحكيم الحكمين تعترف بصحة رأيهم وسلامة منهجهم ومنها هذه عند الطبري:
((بسم
الله الرحمن الرحيم من علي أمير
المؤمنين ، إلى زيد بن حصين وعبدالله بن وهب ومن معهما من الناس . أما بعد ، فإن هذين الرجلين اللذين
ارتضينا حكمهما قد خالفا كتاب الله ، واتبعا
أهواءهما بغير هدى من الله ، فلم يعملا بالسنة ، ولم ينفذا
للقرآن حكما ، فبرئ الله ورسوله
منهما والمؤمنون ! فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبِلوا فإنَّا سائرون إلى عدونا وعدوكم ، ونحن على الأمر الأول الذي كنَّا
عليه . والسلام)(22)
·- من صفات المذكورين في الحديث :{يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم} فهم وبكل وضوحٍ منافقون ، وقد شهد الإمام علي لأهل النهروان وبعد قتاله لهم بأنهم ليسوا منافقين كما روى ذلك ابن أبي شيبة .(10)
· لقد ثبت أن الإمام علي قال ( لا تقاتلوا الخوارج من بعدي) أي الخارجين عن جيشه ، ولو كان هؤلاء هم الخارجين عن الدين لما وسعه أن يسقط عنهم القتل ، خصوصاً وأن الرسول الكريم يقول في حق الفئة التي ستخرج عن الدين (فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ )
فكيف بعد هذا يتجرأ بعض اللاحقين ، وبتعصب أعمى ، ليتَّهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النهروان بالخروج من الدِّين ؟!
0 التعليقات:
إرسال تعليق