بعد أن انتهينا من تفنيد الشبهة الثانية والتي
كانت تدور حول مسند الإمام الربيع رحمه الله تعالى ننتقل إلى تفنيد الشبهة الثالثة
من شبهات الحشوية والتي أثارها هذا الحشوي في رسالته وكانت تدور حول التسليمة
الواحدة في الصلاة حيث قال:
قلتم - يا قومي - نسلم سلام الصلاة على نصفين على
اليمين: السلام عليكم وعلى اليسار : ورحمة الله... كيف تخدعوني ! ولا يوجد حديث
واحد ذكر هذه الصفة المذكورة والتى تصلون بها من صغركم لا حديث في الربيع ولا في
غير الربيع!
تجرأت وقلت أنه لا يوجد حديث واحد يذكر هذه الصفة ونحن سنسرد لك أكثر من حديث وقد ذكرها أهل السنة في كتبهم وإليك بيان ذلك:
روت أم المؤمنين عائشة وسلمة بن الأكوع وسهل بن سعد رضي الله عنهم أجمعين" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة وكان المهاجرون يسلمون تسليمة واحدة" رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد ومثل ذلك من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه عند الطبراني والبيهقي وهو صحيح ثابت لا يضره ما قيل فيه بعد أن ثبت.
وروى البيهقي عن عائشة "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه يميل إلى شقه الأيمن شيئا أو قال قليلا : زاد في رواية "فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره"
قال البيهقي وروى موقوفا عن عائشة أنها كانت تسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهها بقول السلام عليكم.
قال : روينا عن عدة من الصحابة أنهم كانوا يسلمون تسليمة واحدة وهو من الاقتصار على الجائز.
وروي مثل ذلك من طريق أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم تسليمة واحدة" وقد صحح الهيثمي حديث أنس في مجمع الزوائد حيث قال : رجاله رجال الصحيح في ج2 ص 283 . وصححه كذلك المتناقض الألباني في إرواء الغليل كما في ج2 ص 33-34.
والقول بالتسليمة الواحدة هو مذهب ابن عمر وأنس وسلمة بن الأكوع وعائشة من الصحابة والحسن وابن سيرين وعمر بن عبد العزيز من التابعين.ذكر ذلك الشوكاني في نيل الأوطار ج2 ص 312.
قال النووي في كتابه المجموع ج3 ص321
" وقالت طائفة يسلم تسليمة واحدة قاله ابن عمر وأنس وسلمة ابن الأكوع وعائشة رضي الله عنهم والحسن وابن سيرين وعمر بن عبد العزيز ومالك والأوزاعي قال ابن المنذر: وقال عمار ابن أبي عمار : كان مسجد الأنصار يسلمون فيه تسليمتين ومسجد المهاجرين يسلمون فيه تسليمة وقال ابن المنذر: وبالأول أقول ودليل الجميع يعرف من الأحاديث السابقة والله أعلم "
قال الإمام مالك : بتسليمة واحدة إلى جهتين إماما أو منفردا.
فانظر أيها القارئ الكريم لكلام هؤلاء العلماء وهم من أهل السنة من غير الإباضية وكيف هو صراحة كلامهم في هذه المسألة وقد احتججنا بكلامهم كي نلزم هذا المعترض وهو الذي ينتسب إليهم فهو يقول أنه لا توجد رواية في ذلك في كتب السنة وها أنتم رأيتم جهله المركب بما قيل فيها في كتب المذاهب الأربعة فضلا عن كتب الإباضية أنفسهم ومن أراد أن يتأكد فليرجع إلى كل من الكتب الآتية:
مجمع الزوائد للهيثمي وإرواء الغليل للمتناقض الألباني ونيل الأوطار للشوكاني والمجموع للنووي والإجماع لابن المنذر والأذكار للنووي وسبل السلام للصنعاني والذخيرة للقرافي والفتح لابن حجر والقوانين الفقهية للكلبي وغيرها كثير.
وبهذا يتبين لكم جهل هذا المعترض وكذبه وتدليسه والله المستعان على ذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق