من هم الخوارج في نظر الإباضية؟
يرى الإباضية أن إطلاق كلمة الخوارج على فرقة من
فرق الإسلام لايلاحظ فيه المعنى السياسي الثوري، سواء كانت هذه الثورة لأسباب
شرعية عندهم أو لأسباب غير شرعية، ولذلك فهم لم يطلقوا هذه الكلمة على قتلة عثمان،
ولا على طلحة والزبير وأتباعهما، ولا على معاوية وجيشه، ولا على بن فندين والذين
أنكروا معه إمامة عبدالوهاب الرستمي، وإنما كل ما يلاحظونه إنما هو المعنى الديني
الذي يتضمنه حديث المروق في صيغه المختلفة.
والخروج عن الإسلام يكون: إما بإنكار الثابت
القطعي من أحكامه، أوبالعمل بما يخالف المقطوع به من نصوص أحكام الإسلام ديانة،
فيكون هذا العمل في قوة الإنكار والرد. وأقرب الفرق الإسلامية إلى هذا المعنى هم
الأزارقة ومن ذهب مذهبهم ممن يستحل دماء المسلمين وأموالهم، وسبي نسائهم وأطفالهم،
يقول العلامة أبويعقوب يوسف بن إبراهيم في كتابه الدليل والبرهان1 : (وزلة الخوارج
نافع بن الأزرق وذويه حين تأولوا قول الله تعالى (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ
إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام:121) فأثبتوا الشرك لأهل التوحيد حين أتوا من
المعاصي ما أتوا ولو أصغرها) انتهى، وقال في موضع آخر من نفس الكتاب: (وأما
المارقة فقد زعموا أن من عصى الله تعالى ولو في صغير من الذنوب أو كبير، أشرك
بالله العظيم وتأولوا قول الله عز وجل (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ
لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام:121) فقضوا بالإسم على جميع من عصى الله عز وجل؛ أنه مشرك،
وعقبوا بالأحكام، فاستحلوا قتل الرجال، وأخذ الأموال، والسبي للعيال، فحسبهم قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من
الرمية، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا، وتتمارى في
الفوق، فليس في أمة محمد صلى الله عليه وسلم أشبه شيء بهذه الرواية منهم، لأنهم
عكسوا الشريعة؛ قلبوها ظهرا لبطن، وبدلوا الأسماء والأحكام، لأن المسلمين كانوا
علىعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعصون ولا تجرى عليهم أحكام المشركين، فليت
شعري فيمن نزلت الحدوح، في المسلمين أو في المشركين؟ فأبطلوا الرجم والجلد والقطع،
كأنهم ليس من أمة أحمد عليه السلام. احوالت أعينهم فنظروا في المعنى الذي أمر الله
به المسلمين أن يستعملوه في المشركين، من جهاد العدو والجهد في محاربتهم،
فاستعملوه في المسلمين) انتهى. وقال في نفس الكتاب1: (وأما المارقة وهم الخوارج،
فلن يخفى على عاقل بسيرة ما ساروا في أهل الإسلام، كسيرة أهل الإسلام في أهل
الأوثان والإصنام، كأنما بعث إليهم رسول آخر غير محمد عليه السلام، وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: [إن ناساً من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من
الرمية، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا، وتنظر في
القديدة فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوقٍٍ] وفي حديث آخر [يخرج من ضئضئي هذا ناس
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية]2.
هذا رأي الأباضية الصريح الواضح في الخوارج، وهو
يتلاقى مع رأي الجمهور في التسمية، ويختلف في التعليل، فالأزارقة خوارج، لأنهم
أخطأوا تأويل آيات الكتاب، و أدى عملهم بهذا الخطاء الى ردآيات، وإبطال أحكام،
وليسوا خوارج لأنهم انفصلوا عن علي بن أبي طالب بعد التحكيم، أو لأنهم ساروا على
الأمويين. إن رأي الاباضية لايقيم أي وزن للناحية الثورية في اطلاق كلمة الخوارج،
ولكنهم يعللونها التعليل الديني المعقول، فكلمة الخوارج لا تطلق إلا على أولئك
الذين خرجوا من الدين، أما الخروج عن إمام، والثورة عليه، مهما كانت أسباب تلك
الثورة، وذلك الخروج، لايمكن أن يعتبر خروجا من الدين، ومرقا من الإسلام، ولايصح
بحال أن يطبق على القائمين بهذا الحكم القاسي الرهيب، ولو صح أن يعتبروا عصاة بغاة
يجب تأديبهم حتى بالحرب لإرجاعهم الى الأمة. والواقع التاريخي أكبر شاهد على هذا
الرأي، فإنه لم يعرف على الأقل فيما اطلعت عليه أن أحدا حكم بالخروج من الدين على
أصحاب الثورات الذين ثاروا على أئمة شرعيين؛ كالثوار على عثمان، أو علي، أو
عبدالله بن وهب، أوغيرهم. وقد وقف أنصار الخلافة في كل تلك الأحوال للدفاع عن وحدة
الأمة، وقاتلوا البغاة قتالا عنيفاً لتأديبهم، وإرجاعهم إلى حضيرة الإمامة، ولكن
دون الحكم عليهم بالمروق من الإسلام. فلماذا إذن يطلق هذا الإسم على المعتزلين
لعليّ دون سائر الثوار؟
إن هذا الإسم في نظر الاباضية لاعلاقة له بالثورة،
أو بالخروج عن أي إمام ولايطلق بحال على جميع الذين اعتزلوا علياً، وإنما يطلق
علىالفرق التي تأولت آيات من كتاب الله فأخطأت التأويل، وأفضى بها سوء الفهم
والتصرف الى إنكار أورد بعض أحكام الإسلام القطعية، ولو من الناحية العملية،
فخرجوا بذلك عن الإسلام، وانطبق عليهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم
خوارج بالعقيدة والعمل، لابالثورة.
فهل بعد هذا الإيضاح والبيان، يوجد مايدعوني أن
أقرر من جديد: أن الإباضية ليسوا من الخوارج، وقد رأيتم رأيهم الصريح في الخوارج،
وحكمهم عليهم، وتعليلهم لذلك الحكم.
الشيخ علي يحيى معمر
24 التعليقات:
رسالة: إن سيد قطب هو الأب الروحي للجماعات الإرهابية فى هذا الزمان , وهذا ليس افتراءً عليه ولا عليهم ، وإنما هو بإعترافاتهم , بما أصله سيد قطب فى كتبه من فكر تكفيري للمجتمعات وإستلاح دماء المسلمين بحجة أنهم لم يدخلوا الإسلام وإن رفعوا الأذان على المآذن !!!!!!!! وهذا جانب من كلمات القوم !! قال أيمن الظواهري في صحيفة الشرق الأوسط، عدد 8407- في 19/9/1422هـ: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور “الجهاديين !!” في كتابه الديناميت!! : (معالم في الطريق)، وإن سيد هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وإن كتابه العدالة الاجتماع ية في الإسلام، يعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية!، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم). انتهى قال عبدالله عزام في كتابه “عشرون عاما على استشهاد سيد قطب “: ((والذين يتابعون تغير المجتمعات وطبيعة التفكير لدى الجيل المسلم يدركون أكثر من غيرهم البصمات الواضحة التي تركتها كتابة سيد قطب وقلمه المبارك في تفكيرهم. ولقد كان لاستشهاد سيد قطب أثر في إيقاظ العالم الإسلامي أكثر من حياته ، ففي السنة التي استشهد فيها طبع الظلال سبع طبعات بينما لم تتم الطبعة الثانية أثناء حياته ، ولقد صدق عندما قال: ( إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء). ولقد مضى سيد قطب إلى ربه رافع الرأس ناصع الجبين عالي الهامة ،وترك التراث الضخم من الفكر الإسلامي الذي تحيا به الأجيال ، بعد أن وضح معان غابت عن الأذهان طويلا ، وضح معاني ومصطلحات الطاغوت ، الجاهلية ، الحاكمية ، العبودية ،الألوهية ، ووضح بوقفته المشرفة معاني البراء والولاء ، والتوحيد والتوكل على الله والخشية منه والالتجاء إليه. والذين دخلوا أفغانستان يدركون الأثر العميق لأفكار سيد في الجهاد الإسلامي وفي الجيل كله فوق الأرض كلها)) . انتهى ================================================================مختصر تحذيرات العلماء من سيد قطب anti-ikhwan.com مختصر تحذيرات كبار العلماء من سيد قطب 1) قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله عن سيد قطب * كلامه في الاستواء يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير * كلامه في الصحابة خبيث فيجب أن تمزق كتبه * استهزاؤه بالأنبياء ردة مستقلة 2) قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله عن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ومنحرف عن الإسلام المصدر : (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 785 الدقيقة 11 تقريبًا) 3) قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله عن سيد قطب * أخطأ من ينصح الشباب بقراءة كتب سيد قطب وحسن البنا * قال قولاً عظيماً مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أنه يقول بوحدة الوجود * تفسيره فيه طوام فلا ينصح بقرائته من مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين (3/99) . 4) قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عن سيد قطب لا يقال لهؤلاء الكتاب علماء وإنما مفكرون ولولا أن سيد قطب معذور بالجهل لكفرناه لكلامه الإلحادي 5)قال الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله عن سيد قطب في كتاب الظلال والعدالة لسيد قطب ضلالات ظاهرة كتبه مليئة بما يخالف العقيدة ، فالرجل ليس من أهل العلم 6) قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء عن سيد قطب السائل :ما رأيُكم – أيضا -في قول القائل : (( وحين يركنُ معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعةوالنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلاعجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لَفَشل أعظم من كل نجاح)) هل هذا الكلام من جملة سب الصحابة ؟ ..الجواب : هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث، أو يهوديٍّ لَعين، ما يتكلم بهذا مسلم . عمرو بن العاص شهد له النبي – صلى الله عليه وسلم – بالجنة، ومعاوية من فضلاء الصحابة، وقد رضي الله [ لهم ] الدين ، [ وأهل ] وتقوى وصلاح، لا يشك مسلم فيهم، وما فعلوا شيئا يُعاب عليهم، وكلُّ ما قاله أولئك فمُجرَّد فرية وكذب وتضليل، – وعياذا بالله -عنوانُ نفاق مِمّن قاله ..ا .هـ(15 رجب 1426 هـ ..من سلسلة محاضرات التوحيد المقامة بالط
عام 1426 هـ ) 7) قال العلامة المحدث الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله عن سيد قطب إن كان ( سيد قطب ) حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً … 8 ) قال العلامة الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله عن سيد قطب قال عن قول له في “الظلال ” هذا قول أهل الاتحاد الملاحدة الذين هم أكفر من اليهود والنصارى أخيرا : يجب أن نعلم أن : * إعدامه ليس دليلا على صوابه. ونحن نسأل الله أن يكون ماواجهه من المحن سبيلا لتكفير ذنوبه ورفع درجاته * أكبر مسألة أخطأ فيها سيد هي مسألة الحاكمية فقد فسر الشهادتين بها وكفر كل من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً دون تفصيل وكفر على هذا الأساس المجتمعات الإسلامية وجعلها مجتمعات جاهلية ومساجدهم معابد وثنية وطعن في خلافة عثمان ومعاوية بناءً على هذا الأصل الفاسد وزكى قتلة عثمان وقال إن ثورتهم تمثل روح الإسلام!!!! ================================================الثورة على عثمان بن عفان – رضي الله عنه – بين قول النبي صلى الله عليه وسلم و قول سيد قطب عن عائشة – رضي الله عنها – قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا عثمان إن الله عز وجل مقمصك قميصا، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه، فلا تخلعه لهم، ولا كرامة » يقولها: له مرتين أو ثلاثا . رواه أحمد والحاكم قال سيد قطب : (( وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه ======================================================سيرة سيد قطب في سطور سيرة سيد قطب في سطور (البدايات الأولى) نشأ سيد قطب في أسرة لا تخلو من بعض البدع فكان أبوه يقرأ سورة الفاتحة كل ليلة بعد طعام العشاء ويهديها لروح أبيه وروح أمه، بحضرة أولاده (1) . ومن العادات التي نشأ عليها التزام والده بإقامة حفلات ختم القرآن التي كان يقيمها في المنزل لا سيما في شهر رمضان (2). كما كانت قريته تسمى بلدة (الشيخ عبد الفتاح) لأنه أحد أوليائها!! وله فيها مقام بارز!!. هكذا يحكى الخبر دون إنكار موجود لا من سيد ولا من الخالدي (3) . (الصبي يحفظ القرآن تحدياً) حفظ سيد القرآن وهو صبي من باب التحدي وذلك أن مدرس القرآن فصل من عمله فأشاع أن الدولة تحارب القرآن وطالب أهل القرية سحب أولادهم من المدرسة وتحويلهم إليه في كُتّابه، فوافق بعض أولياء الأمور ومنهم والد سيد، ودرس سيد اليوم الأول فلم يعجبه الكُتّاب ورجع إلى المدرسة، وصار يحفظ في كل سنة عشرة أجزاء في منزله حتى يثبت أن المدرسة لا تحارب القرآن، وليت سيد واصل دراسة القرآن دراسة شرعية والانتفاع به ولكن للأسف لم يفعل ذلك. (ثقافة صوفية خرافية منذ الصبا) كان سيد مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي، عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) (4). وكلها من كتب البدع والتصوف والخرافات والقبورية والغلو كما هو معلوم. (ثم صار الصبي مشعوذاً) ومن المؤسف أنه كان في مكتبة والده المنزلية كتابان غريبان يتعلقان بالشعوذة والسحر وهما كتاب (أبي
معشر الفلكي) وكتاب السحر (شمهورش) ويستخدمان في قراءة الطالع وسحر الصرف والعطف. وقد تعلم سيد قطب هذه الشعوذة في صغره، وصار يمارسها في قريته، فكان المشعوذ المفضل فيها لعموم النساء والفتيات والشبان لصغر سنه، ولكونه يقوم بتلك الأعمال بلا أجرة. وقد سجل ذلك عن نفسه هو في كتابه (طفل من القرية) (5). (تائه يقترب من الإلحاد) لما انتقل من القرية إلى القاهرة في المرحلة الثانوية بدأ مرحلة الشك، وعدم اليقين، والتخلي عن الدين ،والانشغال بعضوية حزب الوفد مدة طويلة (6) ، واستمر معه هذا التيه والضياع حتى بلغ الأربعين (7). خلال هذه المدة الطويلة اشتغل بالأدب والنقد، وكان نقده يمتاز بالقوة، والهجوم، والهمز واللمز، والسخرية المقذعة والهجاء (8). (الانتقال) سلك بعد ذلك طريقاً جديداً درس فيه القرآن من ناحية بيانية أدبيه، ثم أخذ يكتب المقالات التي ينتقد فيها أوضاع المجتمع، ثم شارك في الثورة ضد الأسرة المالكة في مصر حتى تم القضاء على ملكها، ثم التحق بالإخوان المسلمين، ثم اختط لنفسه منهجاً جديداً لكنه تحت إطار حركة الإخوان المسلمين، ونشر اتجاهه عبر خلايا سرية، اكتشفت فيما بعد، وحوكم وقتل على إثرها. ماذا يستفاد من مجمل سيرته الذاتية؟ ليس في سيرته ما يشير من قريب ولا بعيد أنه درس علوم الإسلام من توحيد ولا حديث ولا تفسير ولا فقه ولا أصول فقه ولا غير ذلك على أحد من علماء المسلمين المعتبرين، وإنما غاية أمره اطلاعات ذاتية الله أعلم بحقيقة مصادره فيها، بل كان فيها كتب السحر والشعوذة والتصوف والقبورية والخرافة، والذي يظهر إلى ذلك أيضاً أنه كان يقرأ للشيعة والخوارج والمعتزلة و أضرابهم، وأنه كان بعيداً غاية البعد عن كتب أهل السنة والأثر لا يلتفت إليها ولا يرفع بها رأساً، ولهذا جاءت تقريراته في غاية البطلان والانحراف عن حقيقة الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه؛ وعلى هذا فمن الغش الكبير للمسلمين أن يُجعلَ منه إماماً يقتدون بهديه، ويستنون بسنته. إنّ من لم يجعل المتقين _ وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه وأئمة التابعين لهم بإحسان _ من لم يجعلهم أئمة له لا يصلح أبداً أن يكون إماماً للمتقين من بعده، لأن الدين مبني على الاتباع وليس على الاختراع، وبهذا يحفظ الدين خالصاً نقياً من كل شائبة والله أعلم.
تبر الإباضية من أكبر وأهم فرق الخوارج , حيث لا يزال لها أتباع ومعتنقون حتى الآن في أماكن كثيرة من العالم, ومع أن أتباعها ينفون باستمرار نسبتهم للخوارج, إلا أن كثيرا من الأفكار والمعتقدات في كثير من المسائل تؤكد انتسابهم وصلتهم بالخوارج.
والخوارج كما يعلم القارئ فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية, تمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي, وقد شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن, وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق والمغرب العربي, وسموا بالخوارج لخروجهم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
المؤسس وأبرز الشخصيات:
تنسب الإباضية إلى عبد الله بن يحيى بن إباض المري من بني مرة بن عبيد, وينسب إلى بني تميم, ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة، وقد عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان.
ويعتبر الإباضية جابر بن زيد الأزدي, كونه زعيم الإباضية حسب مصادرهم, فيقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم, يعد من أوائل المشتغلين بتدوين الحديث آخذاً العلم عن عبد الله بن عباس وعائشة و أنس بن مالك وعبد الله بن عمر وغيرهم من كبار الصحابة، مع أن جابرا قد تبرأ منهم.
أبو عبيدة مسلمة بن أبي كريمة: من أشهر تلاميذ جابر بن زيد، وقد أصبح مرجع الإباضية بعده مشتهراً بلقب القفاف توفي في ولاية أبي جعفر المنصور.
الربيع بن حبيب الفراهيدي الذي عاش في منتصف القرن الثاني للهجرة وينسبون له مسنداً خاصاً به مسند الربيع بن حبيب وهو مطبوع ومتداول.
ردحذف
SIIDreda REDASID14 فبراير، 2015 9:24 ص
هل الإباضية من الخوارج؟
اتفقت كلمة علماء الفرق على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج وإن حاول البعض نفي ذلك (كأبي اسحاق أطفيش ويحيى معمر الذي هاجم جميع علماء الفرق واعتبر عد الإباضية من الخوارج ظلما وخطأ تاريخيا كبيرا), ولم يقتصر ذلك على المخالفين للإباضية, بل إن بعض علماء الإباضية المتقدمين يعتبرون الإباضية من الخوارج, ولا نجد في كلامهم ما يدل على أي كراهية لعد الإباضية فرقة من الخوارج.
أهم عقائدهم
بالنسبة للإلهيات:
فالإباضية في موضوع صفات الله تعالى على قسمين: فريق نفى الصفات نفيا تاما خوفا من التشبيه بزعمهم, والفريق الآخر يرجعون الصفات إلى الذات, فيقولون: إن الله تعالى عالم بذاته وسميع بذاته, فالصفات عندهم هي عين الذات موافقين بقولهم هذا المعتزلة والأشاعرة, وهو في الحقيقة نفي للصفات مغطى بحيلة إرجاعها إلى الذات, وهذا مخالف لمذهب السلف الذين يثبتون الصفات لله تعالى كما وصف نفسه في القرآن والسنة من غير تشبيه ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل كما قال أهل السنة والجماعة.
وفي عقيدة الإباضية في استواء الله تعالى وعلوه ما يخالف أهل السنة والجماعة, فقد فسروا الاستواء باستواء أمره وقدرته فوق خلقه, وهم يزعمون أن الله تعالى لا يختص بجهة أبدا فهذا مستحيل, وبالتالي فهو سبحانه في كل مكان, وهذا بلا شك قول غلاة الجهمية, وهو مخالف للمنهج الشرعي الذي يمنع التأويل في المسائل الاعتقادية.
وفي صفة الكلام لله تعالى يخالف الإباضية أهل السنة ويوافقون المعتزلة بقولهم: إن القرآن مخلوق, بل ذهب بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم, ومن المعلوم أن منهج السلف واضح من هذه القضية, فقد وقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى موقفا يشهده التاريخ في التصدي لهذه المسألة, مثبتا أن القرآن كلام الله تعالى.
ت
وأما الميزان الذي جاءت النصوص الشرعية باثباته, فإن الإباضية تنكر الميزان بهذا الوصف, فهم يثبتون وزن الله تعالى للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيئ فقط دون إثبات الكفتين الحقيقيتين للميزان, وكذلك يفعلون بالصراط فهو عندهم ليس بجسر على جهنم.
وفي باب رؤية الله تعالى يوم القيامة:
أنكر الإباضية هذه الرؤية لأن العقل - كما يدعون – يحيل ذلك ويستبعده ,مستدلين بقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) وقوله تعالى (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني) والحقيقة أن هذه الأدلة مؤولة حسب هوى الإباضية في نفي الرؤية, فالآية الأولى ليس فيها نفي الرؤية بل نفي الإحاطة والشمول, والآية الثانية تختص بالدنيا لا بالآخرة, فالرؤية عند السلف أمر معلوم من الدين بالضرورة, لا يماري فيها أحد بعد ثبوتها في الكتاب والسنة.
أما مرتكب الكبيرة عندهم فهو كافر كفر نعمة أو كفر نفاق ولا يخرج من الملة, والناس عند الإباضية ثلاثة أصناف: مؤمنون أوفياء بإيمانه, ومشركون واضحون في شركهم, وقوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك.
يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام.
موقفهم من الصحابة عجيب ومريب, ففي حين يترضون عن أبي بكر وعمر, فإنهم يتكلمون عن عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين, ورغم نفي بعضهم لهذا الموقف إلا أن كتبهم مليئة بالذم والسب على عثمان وعلي رضي الله عنهما ككتاب كشف الغمة وكتاب الأديان لمؤلفين إباضيين.
الجذور العقائدية:
يعتمد الإباضيون في عقيدتهم على الكتاب والسنة (مسند الربيع بن حبيب) والرأي والإجماع, وقد تأثروا بمذهب أهل تأثرا كبيرا, فهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفا حرفيا ويفسرونه تفسيرا ظاهريا, كما تأثروا بالمعتزلة بمسألة خلق القرآن.
أماكن النفوذ والانتشار:
أول نشأة للإباضية بدأت في البصرة وما حولها ثم في عُمان وخراسان، تبعًا لفلول الخوارج في عهد الدولة الأموية, ولكنها تركزت فيما بعد في عُمان, وقد قامت للإباضية دولة مستقلة في عُمان وتعاقب على الحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون منهم الجلندي بن مسعود وأحمد بن سعيد الذي بويع إماما سنة 1161هجرية.
وفي الشمال الإفريقي ظهرت أول حركة للإباضية على يد الحارث وعبد الجبار اللذين واجها الدولة الأموية في عهد مروان بن محمد, وفي عهد الدولة العباسية أعلن عبد الأعلى بن السمح الخروج على الدولة العباسية بعد أن دانت له طرابلس والقيروان وبرقة وفزان, وأقام دولة (بني رستم الإباضية) الرستمية حتى أنهى حكمهم العبيديون الفاطميون.
حكم الشريعة الإسلامية فيهم:
بما أن الإباضية فرقة من الخوارج فحكمهم حكم الخوارج الذي تباينت فيه الآراء:
فقد عامل علي رضي الله عنه الخوارج بعد معركة النهروان، معاملة البغاة، فلم يكفرهم و منع جنده من تعقب فاريهم والإجهاز على جريحهم ولم يسبهم، ولم يقسم جميع أموالهم و لم يحل شيء منها باتفاق الأئمة, كما في سنن البيهقي ومصنف عبد الرزاق بسند صحيح.
و قد ثبت إسلامهم من قول علي رضي الله عنه فيما أخرجه ابن أبي شيبة بإسناد رجاله ثقاة عن طارق بن شهاب قال: كنت عند علي فسُئل عن أهل النهر أهم مشركون؟ قال: من الشرك فروا، قيل فمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً، قيل له: فمن هم؟ قال: قوم بغوا علينا فقاتلناهم.
وهناك من أهل العلم من يقول بتكفيرهم، حيث نظر الذين كفروا الخوارج أو كفروا بعضهم ومنهم الإباضية إلى ما أحدثوه من عقائد وأحكام مخالفة لما هو معلوم من الدين بالضرورة مستدلين بالحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (يخرج في هذه الأمة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم –أو : حناجرهم– يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه؛ فيتمادى في الفوقة هل علق بها من الدم شيء)
و ممن تورع عن تكفيرهم: الخطابي و ابن بطال كما في فتح الباري, والشاطبي في الاعتصام والشافعي كما ذكر ذلك صاحب كتاب آراء الخوارج و شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة.
والرأي اليوم مناقشتهم ومحاورتهم ما دام هناك قابلية لذلك, فقد حاورهم عبد الله بن عباس في زمن علي رضي الله عنهما, ولا بأس بحوارهم وارجاعهم إلى حضن السنة والجماعة ما أمكن, فهذا هو الهدف الأسمى في الإسلام, خاصة إن وجد من يرغب بذلك من أهل العلم فيهم, فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم).
ــــــــــــــ
ن المهم أن نعلم أن إضافة فرد أو مجموعة إلى الفرق الضالة لا بد أن يُبنَى على معرفة تامة بحال تلك الفرقة التي نُسِب إليها ذلك الفرد أو تلك المجموعة, لأن الحكم بذلك أمر عظيم , فالواجب أن يُتقى الله في ذلك وأن يُبنَى الحكم على معرفة تامة بعيدة عن المنزع العاطفي, أو الموقف المبني على غضب طائش على ذلك الفرد أو تلك المجموعة , وبناء على ذلك نقول مستحضرين خوف الله تعالى ووجوب الصدع بالحق , لا نخاف في ذلك لومة لائم :
اعلم أن مذاهب أهل البدع من الفرق الضالة, تُبنَى على مسائل معيَّنة تميزت بها تلك الفرق , فمن كانت عنده هذه المسائل فهو من أهل ذلك المذهب البدعي لا يخفى أمره على من عرف الفرق وعرف ما يميز كل فرقة عن غيرها .
فالأمور ليست خفية غامضة يلفها الضباب !
فمثلا : من قال بمقولات الشيعة المعروفة في القرآن وسب الصحابة والغلو في آل البيت فهو من الشيعة، حتى ولو قال: إنه ليس بشيعي .
وهكذا الخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرهم، فإن البصير بالفِرق يمكنه تحديد مسار كلٍّ منهم بسهولة ,
والسبب في ذلك أن أي فرقة ضالة سُمِّيت باسم معيَّن - ميزها عن غيرها - فإنها لم تُسمَّ بذلك الاسم إلا لوجود مخالفة اعتقادية لديها في باب أو أبواب من الاعتقاد ,فسُمِّيت بناء على وجود تلك المخالفة بذلك الاسم .
وقد تنسب الفرقة إلى رجل معين , بسبب أنه أول من أظهر هذه المخالفة الاعتقادية , فصار من تبعه عليها ينسب إليه , بالنظر إلى أنه أول من أحدث في الأمة تلك المخالفة.
فمثلاً الخوارج سُمُّوا بهذا الاسم لأخذهم بمبدأ الخروج بالقوة والسيف على مخالفيهم.
والجهمية سُمُّوا بهذا الاسم لمتابعتهم رأس هذه الفرقة : الجهم بن صفوان , في عقائد معروفة، خالف بها الكتاب والسنّة وما كان عليه السلف الصالح، وهكذا بقية الفرق.
فلنأت الآن ولنطبق هذا- بإنصاف وتقوى لله - على الإباضية .
هل هم من الخوارج ؟ أو ليسوا من الخوارج, كما يقررون في كتبهم ولقاءاتهم ومراسلاتهم للناس عبر وسائل الاتصال الحديثة ؟
وأجزم مرة أخرى إلى أنه لن يوفق المرء للجواب إلا إذا كان بعيدًا عن العواطف .
وحتى لا يقال : إنك حكمت على الإباضية من كلام خصومهم دعونا نسأل الإباضية أنفسهم هذا السؤال :
فنقول أولاً: أنتم إلى مَن تنتسبون؟ يجيبون بأنهم ينتسبون إلى زعيم الفرقة عبد الله بن إباض، وهو رجل يعود نسبه إلى بني مرة.
وقد ظهر زمن معاوية وبقي إلى زمن عبد الملك بن مروان في الدولة الأُموية . وهذا الرجل ممن يتفق الإباضية مع أهل السنّة على أنه كان مع أحد غلاة الخوارج، وهو نافع بن الأزرق زعيم الأزارقة الخوارج، ثم انفصل عنه ابن إباض, لأن نافع ابن الأزرق دعا ابن إباض إلى رأيه في استحلال دماء مخالفيه وتكفيرهم وقتلِ أطفالهم وسبي نسائهم وغنيمة أموالهم.
فبم أجابه ابن إباض؟
لقد أجابه بالآتي - وآمل أن تدقق في جواب ابن إباض - :
أجابه بأنه لا يحل من المخالفين إلا دماؤهم، وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام.
وهذا النقل عن ابن إباض سجله المؤرخون كالطبري وغيره، والأهم أن ممن سجله الإباضية أنفسُهم، كما سجله سالم بن حَمْد الإباضي صاحب كتاب (العقود الفضية)
إذاً فابن إباض تورع عن استحلال الأموال وغنيمة النساء، أما دماء من خالفه فرأى أنها حلال، وهذا بعينه قول غلاة الخوارج.
ومعلوم أن الدماء هي أشد ما عصي الله به بعد الشرك، كما قرر أهل العلم، فهذه البلية العظيمة لم يتورع عنها ابن إباض
بقى أمر مهم يروّج له الإباضية هو انتسابهم للتابعي الجليل أبي الشعثاء جابر ابن يزيد رحمه الله , حيث يدّعون أن ابن إباض أخذ عن جابر عقيدتهم هذه, فمذهبهم مأخوذ عن التابعين بزعمهم .
وقد كذّب جابرُ بن زيد بنفسه هؤلاء الإباضية في انتسابهم إليه.
وجاءت عنه أكثر من رواية في تبرُّئه منهم، كما في ترجمته في طبقات ابن سعد وغيرها، فقد روى ابن سعد بسنده أربع روايات فيها أنه بريء من الإباضية, منها أن عزرة الكوفيّ لما قال لجابر: إن هؤلاء ينتحلونك ؟ قال رحمه الله: أبرأ إلى الله من ذلك.
ولما اشتد بجابر المرض تمنى أن يرى قبل موته الحسن البصري فجاءه الحسن وقال له في ضمن ما قال: إن الإباضية تتولاك؟ فقال بصريح العبارة: أبرأ إلى الله منهم . فسأله الحسن: ما تقول في أهل النهر؟ (وهم قدماء الخوارج) فقال: أبرأ إلى الله منهم.
فانتسابهم لجابر رحمه الله بهتان لا شك فيه.
واسأل الإباضية هذا السؤال الدقيق: إذا كنتم تنتسبون لجابر فلماذا صار اسمكم (الإباضية) نسبةً لابن إباض، ولم تُسمَّوا بالجابرية، نسبة لجابر؟ أتدري بم يجيبون؟
يجيب بعض الإباضية المعاصرين بأن السبب في عدم نسبة المذهب لجابر ـ مع أنه من أعلم التابعين وأفضلهم ـ يجيب بأنه لا يدري.
والحق أنه يدري، لكن الجواب على السؤال هو أن جابراً بريء من انتسابهم إليه، وهم يريدون أن ينتسبوا إليه، ولو رغماً عنه رحمه الله، مع أنه صرح بأنه يتبرأ إلى الله منهم، فهم في انتسابهم هذا كانتساب الشيعة لعلي وآل بيته رضي الله عنهم، مع أنهم منهم براء.
إذاً فالمذهب الإباضي يعود إلى ابن إباض الذي تقدم أنه يستحل دماء من خالفه، وهذا من أكبر معالم الخوارج عبر التاريخ.
ثانياً: اسأل الإباضية هذا السؤال الأكبر أهمية، ليتبين لك هل هم خوارج أم لا؟
ما تقولون في الخوارج الأوائل الذين خرجوا على علي رضي الله عنه، وسُمُّوا بالمحكّمة الأولى وقاتلوا عليّاً رضي الله عنه؟
ومِن قَبل ذلك اشتركوا في قتل عثمان رضي الله عنه في بيته وبين نسائه، ثم انضموا لجيش علي رضي الله عنه واشتركوا معه في القتال في صفّين ثم طلبوا منه أن يوقف المعركة وإلا أخذوه برُمّته ورموا به إلى جيش أهل الشام، وحذَّروه بأن ما فعلوه بعثمان سيحلّ به إن لم يوقف الحرب، ثم بعد ذلك انحازوا إلى بلدة حروراء قرب الكوفة وتجمعوا بها، وصبر عليهم علي رضي الله عنه حتى قتلوا عبد الله بن الصحابي الجليل خباب بن الأرت , وقد ذبحوه ذبحاً كما تذبح الكباش، وشقُّوا بطن أم ولده وكانت حاملا وقتلوها وحَمْلَها كما رواه ابن أبي شيبة والآجري وغيرهما، فلذا قاتلهم علي رضي الله عنه وقاتلهم معه الصحابة رضي الله عنهم، واتفق أهل العلم على أن قتال علي لهم حق لا مرية فيه، وأن النصوص النبوية في البخاري ومسلم وغيرهما من دواوين الإسلام العظيمة قد أَمَرتْ بقتالهم، حتى قال صلى الله عليه وسلم: لئن أدركتم لأقتلنهم قتل عاد.
فهؤلاء الخوارج المفسدون في الأرض إذا سألت الإباضية عنهم أكانوا على حق أو باطل؟ فبم يجيبك الإباضية؟
إن أول من يجيبك على هذا زعيمُ الإباضية عبد الله بن إباض بنفسه، فقد بعث رسالة لعبد الملك يثني فيها على أولئك الخوارج الأوائل , بل ويصف ما فعلوه بعثمان رضي الله عنه من القتل الشنيع بأنه من الإنكار عليه!
وهكذا فعلهم مع علي رضي الله عنه فقد عدّه ابن إباض نوعا من الإنكار عليه! ثم زعم ابن إباض في رسالته تلك أن هذين الخليفتين الراشدين تركا حكم الله، ثم قال عن هؤلاء الخوارج: نُشهد الله وملائكته أنَّا لمن عاداهم أعداء، وأنَّا لمن والاهم أولياء.
والسؤال الذي من حق القارئ أن يبادر به هو : من الذي نقل هذا عن ابن إباض؟ هل هم أعداؤه , فلعلهم كذبوا عليه؟
أبداً، لقد نقله عنه سالم بن حمد الإباضي في كتابه العقود الفضية في أصول مذهبه الإباضية, ونقله غيره عن ابن إباض , كالطبري في تاريخه، لكن المهم نقل الإباضية أنفسهم عنه.
فهذا ابن إباض زعيم هذه الفرقة ينتمي صراحة لأولئك الخوارج الأوائل، بل ويصرح أنه يعادي من عادوه كعثمان وعلي رضي الله عنهما، ويوالي من والوا، ويُشهد الله وملائكته على هذا.
فكيف لا يكون ابن إباض خارجيّاً وهو بهذا الحد الصريح من الانتساب لأولئك الخوارج الأوائل.
ولهذا فإن الإباضية المعاصرين يعترفون بأنهم يُقرّون لأولئك الخوارجِ الأوائلِ ما فعلوه مع علي رضي الله عنه، بل ويبرّرون لهم خروجهم على علي رضي الله عنه، ويرون أن ما فعله أولئك الخوارج مشروع وواجب، كما صرح بذلك علي بن معمَّر في كتابه الإباضية بين الفرق الإسلامية، وكتابه الإباضية في موكب التاريخ, فهل تريد دليلاً أبلغ من هذا في أن الإباضية خوارج؟
ثالثاً: إذا سألت الإباضيَّ: ما حكم أصحاب الكبائر من عصاة المسلمين في الآخرة، كمن يشرب الخمر أو يسرق؟
يجيبك الإباضية بنفس الجواب الذي تميزت به الخوارج كلهم، ومن وافقهم كالمعتزلة, حيث يقررون أن هؤلاء العصاةَ يخلدون في النار خلوداً مستديما , كخلود الكفار، وإن كانوا موحِّدين غير مشركين، وإن كانوا مصلّين صائمين حاجّين.
وهذا الموقف من صاحب الكبيرة هو من أبرز المعالم التي درج عليها الخوارج.
ومن هنا أنكرت الإباضية أن تكون الشفاعة في أهل الكبائر الموحدين، ممن يدخلون النار، وزعموا أنها لمن مات على صغيرة أو أذنب ذنباً نسي أن يتوب منه! وزعم السالميُّ الإباضيُّ في كتابه (مشارق الأنوار) أن الشفاعة مقصورة على المؤمنين الذين أدَّوا الواجبات، وجانبوا المحرمات.
وسبب اضطراب الإباضية في موضوع الشفاعة أن أصحاب الكبائر عندهم خالدون في النار، كما هو قول سلفهم من الخوارج القدامى، فلما احتُجَّ عليهم بنصوص الشفاعة المتواترة الدالة على أن الشفاعة في عصاة المؤمنين أرادوا حتى لا يقال: إنكم رددتم هذه النصوص، أرادوا جعلها في المؤمنين المطيعين، مع صراحة النصوص وتواترها في أن أهل الكبائر من الموحدين يخرجون من النار بعد أن يبقوا فيها ما شاء الله أن يبقوا.
وهذه النصوص تهدم قول كل الخوارج في خلود أصحاب الكبائر في النار خلودَ الكفار وعدمِ خروجهم منها، فلذا أرادوا صرفها عن حقيقة معناها، حتى لا يختل قولهم في صاحب الكبيرة، وهو مختل بلا شك.
وقد خالف الإباضيةُ بهذا القول الذي غلوا فيه قول الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
فحصرت الآيةُ عصيان الله في نوعين: أحدهما لا يُغفر بحال من الأحوال، وهو الشرك بالله تعالى.
والثاني: ما دون الشرك من الذنوب، ومنها الكبائر بلا شك، فهذه الذنوب بصريح القرآن تحت مشيئة الله، يغفرها لمن يشاء سبحانه.
ودلت نصوص السنة على هذا, كحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في المعاصي التي بايعهم صلى الله عليه وسلم على أن لا يفعلوها من السرقة والزنا وقتل الأولاد وغيرها، وفي آخره قال: "ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفى عنه، وإن شاء عاقبه". والحديث رواه البخاري وغيره.
وأمثال هذه الأحاديث كثيرة، خالفها هؤلاء الذين قنّطوا أهل الكبائر من رحمة الله، وجعلوهم في الآخرة في منزلة فرعون وأبي جهل، وما ذاك إلا لجهلهم وقلة بصيرتهم، كما قال صلى الله عليه وسلم في الخوارج: [حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام]
وهل يقارِن الموحِّدَ المذنبَ بالكافر الملحد إلا جاهلٌ قد بلغ في الجهل منتهاه؟
إذا تبين لك صلةُ الإباضية بالخوارج بهذه الدلالات التي لا يستطيع أن يدفعها المنصف، فكل ما ورد من النصوص في ذم الخوارج منطبق عليهم بلا شك، والأحاديث في ذم الخوارج كثيرة معلومة في الصحيحين وغيرهما .
وهذا من أكبر أسباب سعي الإباضية إلى التنصل من هذا الاسم: (الخوارج) لعلمهم بما وردت به السنة في شأن الخوارج من الذم والوعيد الشديد.
وبكل حال فإن صلة الإباضية بالخوارج صلة الفرع بأصله، وهذا معلوم مقرّر عند أهل العلم، ولكن الإباضية المعاصرين يحاولون التنصل من اسم الخوارج، مع بقائهم على نفس المعتقدات التي لا يعتقدها إلا الخوارج. وما هذا إلا ذرٌّ للرماد في العيون ,
ولذا لاحِظ أنهم يتزينون بأنهم يعادون بعض غلاة الخوارج، ولاسيما نافعَ بن الأزرق، ليُظهِروا أنهم ليسوا من الخوارج، وهذا لا يجدي شيئاً، لأن الخلاف داخل فرق الخوارج نفسِها كثير معروف، فإن من سمات أهل الباطل المعروفة كثرةَ النزاعات فيما بينهم وتسارعَهم في تكفير بعضهم بعضاً، وللخوارج من هذا أكبر نصيب.
وأقرب مثال على ذلك معاداة غلاة الخوارج لنافع بن الأزرق الذي يتزيد الإباضية بمعاداته، وكأنهم بمعاداته يبرؤون من اسم الخوارج ويسلمون منه، مع علمهم أن نافعاً قد عاداه غلاة آخرون من الخوارج, كالنجدات والصُّفَّرية وغيرهم.
وما يحاوله الإباضية من عرضهم لمعتقدهم على أنه مذهب يماثل مذاهب الأئمة الأربعة: الحنفية، والمالكية ، والشافعية، والحنابلة، فهذا من الباطل المحال، لأن المذاهب الأربعة تناولت فقه الأحكام العملية في العبادات والمعاملات، في مسائل تقبل الاجتهاد، والعبرةُ عند المحققين من علمائها بما دلّ عليه الدليل.
أما الإباضية فهم تيار اعتقادي داخل ضمن خط مبتدع, هو تيار الخوارج، والخلل المتعلق بهذا المذهب كبير كما ترى من عرضنا لبعض ما عليه هؤلاء القوم من الانحراف والضلال الاعتقادي، مع ملاحظة أن ضلالاتهم الأخرى لم نتعرض لها هنا، لكثرتها.
فإنهم قد جارَوا المعتزلة الضُلّال في عدة مسائل من الاعتقاد, نقلوها عن المعتزلة نقل المسطرة, مع أن تلك المسائل التي ضلوا فيها لم تكن معروفة زمن الخوارج القدامى البتة, بمن فيهم زعيم الإباضية: عبدالله بن إباض .
وذلك أن الضلال في تلك المسائل لم يحدث أصلا إلا في وقت متأخر , بعد وفاة ابن إباض ووفاة جميع الرؤوس القدامى من الخوارج, ثم جارى متأخرو الإباضية في تلك المسائل زعماء المعتزلة الذين نشؤوا بعد سنين من وفاة قدماء الخوارج ! كما هو قولهم الباطل في أسماء الله و صفاته تعالى , ونحوها من المسائل التي ضلت فيها المعتزلة, ورددت فيها شُبهًا هي بعينها ما يردده الإباضية اليوم, نقلوها عن المعتزلة نقلًا حرفيًّا, بدليل أنك تجدها في كتب المعتزلة بنفس الصياغة, فما أعجب هؤلاء القوم
ومما اختاره الإباضية المنع من المسح على الخفين وبطلان صلاة من صلّى ماسحاً على خفيه كما تقول الشيعة سواء بسواء.
فليحذر شبابنا ولا يغتروا بما يرسله إليهم هؤلاء الإباضية الخوارج، مستغلين سهولة الوصول إلى الناس عبر وسائل الاتصال الحديثة، فإنهم إنما يريدون بهذا استغفال الناس، وليسوا وحدهم في هذا الطريق.
فقبلهم سلك الشيعة المتأخرون منذ سنين ليست بعيدة هذا المسلك, وادعوا أنهم مظلومون، وأنهم يُكذب عليهم ويُنسب لهم ما هم منه برءاء, حتى افتَضَحوا بالجرم المشهود في إيران في بداية ثورتهم الشريرة, ثم في عدة أماكن من بلاد المسلمين من آخرها العراق وسوريا بأنواع شنيعة من الإجرام الذي أبان الله به حقيقتهم للأمة، إضافة إلى ما وُثّق وضُبط من كلام شيوخهم الذي سهل الله نشره بين الناس، بما تبيّن به حقيقة ما هم عليه من الكيد والكذب الذي أخفوا به فظيع ما هم عليه من الاعتقاد المبني على الضلال المبين والحقد الدفين على هذه الأمة، بدءاً بخيارها من السلف الصالح ومَن بعدهم إلى يومك هذا.
وقد كان علماء السنّة يحذرون الناس من تلاعب الشيعة منذ سنين, وقبل أن يكشفهم الله على حقيقتهم التي تجلت لكل ذي عينين.
وبناء عليه نقول: إياكم يا معاشر الشباب أن ترتكبوا نفس الغلطة التي ارتكبها مَن قبلكم ممن أحسن الظن بمعسول كلام الشيعة، فتحسنوا الظن بمعسول كلام الإباضية الخوارج، فإنهم امتداد لسلفهم الطالح الذين عادَوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجردُ انتمائهم لأولئك الخوارج المفسدين كافٍ في بيان حقيقة ما هم عليه، فكيف وأمرهم فيما ذكرنا أكثر من ذلك!
ودعواهم الانتماء لخيار عباد الله كجابر بن زيد كذب منهم قبيح، رأيتم كيف أن زيداً كذّبَهم فيه وبرئ إلى الله منهم، وهم لا يزالون يدّعون الانتساب إليه مع كل ذلك.
ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الخوارج باقون في هذه الأمة، ولن ينقطعوا انقطاعاً كليّاً حتى يلحق آخرهم بالدجال، كما في حديث عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الخوارج قال: [كلما خرج قرن قُطع، كلما خرج قرن قُطع] حتى عددها مرات كثيرة ثم قال: [حتى يخرج الدجال في بقيتهم] وفي لفظ: [حتى يخرج في عراضهم الدجال]وفي حديث أبي برزة: [حتى يخرج آخرهم مع الدجال]،
فاحذروا ياشباب الأمة هؤلاء الضلال من الإباضية الخوارج الملبسين على الناس حقيقتهم .
وأختم بكلام بعض السلف: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم) فلا تأخذوا أيها الأخوة أمور دينكم من أهل الضلال والزيغ، من الخوارج والشيعة وأعداء السنة، فإنهم يلبسون عليكم دينكم، كما قال أبو قلابة رحمه الله: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم،، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالهم، أو يلبِّسوا عليكم ما كنتم تعرفون.
فخذوا الحق من علماء السّنّة الذين سلكوا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن هذه الأمة ستفترق, ولن يسلم من شر هذا الافتراق إلا طائفة واحدة, حددها صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق فقال: [وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة] فلما سئل من هي؟ قال: [من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
وفي لفظ قال: هي الجماعة]
ولا ريب أن المقصود بهم الثابتون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في الأقوال والاعتقاد والأعمال.
فهل الإباضية الخوارج على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم الذين يؤيدون الخوارج الأوائل الذين قاتلوا الصحابة رضي الله عنهم وقتلوا اثنين من خيارهم؟
وهكذا الشيعة هل هم على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم الذين يكفرون الصحابة ويشتمونهم في وضح النهار. فلنتق الله، ولنأخذ الحق عن أهل السنة الذين لزموا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
ولنتجنب تلبيس أهل البدع الذين يستغلون قلة علم الناس بحيلهم وطرقهم المضللة.
نسأل الله أن يكفي شرّهم، ويبين للأمة حقيقتهم، لينكشف ما عندهم من التحايل والالتواء والتلاعب بحقائق الأمور، والله المستعان على ما يصفون، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لاباضية يكفرون على بن ابي طالب رظي الله عنه
وقد ترجمت له المحققة في الحاشية بقولها :
" أبو المؤثر الصلت بن خميس البهلوي : من علماء الأزد الخروصيين العثمانين .
كان ضريرا وكان من أجل فقهاء عمان ،
وكان ممن يؤخذ عنه العلم في القرن الثالث الهجري كما شارك في الأحداث السياسية في عمان ،
أدرك إمامة المهنا بن جيفر وإمامة الصلت بن مالك الخروصي كما عاصر راشدا وموسى ،
وكذلك إمامة عزان بن تميم في نهاية القرن الثالث الهجري " .
فقد جاء في سيرة أبي المؤثر هذا كما في ( السير والجوابات : 2/ 307 ) قوله :
"... فهذا دليل على كفر علي ، وضلاله، وصواب أهل النهروان وعدلهم ،
ثم أن عليا خلعه الحكمان فلم يرض حكمهما ، وفرق الله أمره ،
فقتله عبد الرحمن بن ملجم غضبا لله !!!!
وكان ذلك منه حــــــــــــــلالا
لقتله الذين يأمرون بالقسط من الناس ،
فرحم الله عبد الرحمن !!!!
فكانت سيرة المسلمين بعد أهل النهروان واحدة وكلمتهم جامعة
غير أنهم كانوا مقهورين في دار تقية بين ظهراني الجبابرة ،
إلا من وجد منهم روح الجهاد فنهض إليه حتى يستشهد رحمهم الله " .
ومن سيرة أبي المؤثر أيضا
كما في ( السير والجوابات : 2/ 313 – 315 ) :
" ذكر أئمة المسلمين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم :
وأفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وجه من الوجوه أبو بكر وعمر ،
وليس عليهما تقديم لأحد في شيء من الأشياء وهما إماما المسلمين .
ثم أئمة المسلمين من بعدهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
أبو عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعمار بن ياسر ،
وعبد الله بن مسعود ، وأبو ذر ، وسلمان ، وصهيب ، وبلال ، وأبي بن كعب ،
زيد بن صوحان الذي قتل يوم الجمل عند علي والمسلمين ، وخزيمة بن ثابت ،
ومحمد وعبد الله ابنا بديل ،
وحرقوص بن زهير السعدي ،
وزيد بن حصن الطائي اللذان استشهدا بالنهروان عند الإمام عبد الله بن وهب الراسبي رحمهم الله .
فهؤلاء أئمة المسلمين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن لم يدخل في الفتنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومن لم يسم وأنكر المنكر على أهله
ومن شهد يوم الدار ،
ويوم الجمل ،
ويوم صفين ،
وشهد النهروان من المسلمين ،
ومن لم يشهد هذه المشاهد ممن مات على دينهم ،
ومن مات قبل اختلاف الأمة
فهم أئمتنا وأولياؤنا رحمهم الله .
ثم من بعدهم عبد الله بن وهب الراسبي وأصحابه
الذين جاهدوا معه يوم النهروان حتى استشهدوا – رحمهم الله – على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
ثم عبد الرحمن بن ملجم رحمه الله .
ثم من بعدهم فروة بن نوفل الأشجعي ، ووداع بن حوثرة الأسدي ،
ومن استشهد معهما يوم النخيلة ،
فقاتلوا بها أصحاب معاوية وأصحاب الحسن بن علي
حتى استشهدوا – رحمهم الله – على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ومن دان بدين أهل النخيلة وأهل النهروان من لم يشهد معهم فهم أولياؤنا رحمهم الله .
ثم خوارج المسلمين من بعدهم
ثم قريب والزحاف ،
وما قاتل معهما زياد بن أبي سفيان بالكوفة حتى استشهدوا رحمهم الله " الخ من ذكرهم حتى قال :
" ... ومحمد بن هاشم بن غيلان ، وموسى بن علي ، وسعيد بن محرز ، والوضاح بن عقبة ، ومحمد بن محبوب ،
أئمة المسلمين وفقهائهم رحمهم الله ورضي عنهم ،
وجزاهم عنا أفضل الجزاء بما آثروا من دين المسلمين ، واتقوا الله ،
ورعوه من عهود الله ،
وقاموا به من شرائع الله وأحيوه من سنن الله ،
فرحمة الله عليهم ومغفرته ورضوانه "
!
1- لا يوجد للكتاب أصل مخطوط موثوق
2- الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ ، ولم تلدها أرحام النساء ، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم ، فهم يزعمون أنه قاد الحركة الإباضية بالبصرة تعليقاً وتنظيماً ، وأنه ثقة مرتضى تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر ، وأنه توفي سنة 170 هـ . ونحن بدورنا نسألهم فنقول: نَّى لكم هذا ؟ ومن أين أخذتموه ؟ أعطونا مرجعاً من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة ، سوى كان ذلك المرجع لأهل السنة ، أو للإباضية ، أو للرافضة ، أو لليهود ، أو للنصارى ، أو لغيرهم ، أما المراجع الحديثة كالأعلام للزركلي ، أو معجم المؤلفين لعمر رضى كحالة أو نحوها فهي تؤكد على أن هذه الشخصية اُختلقت مؤخراً ، وهي إنما تلقت هذه المعلومات في إباضية هذا العصر . ومن تأمل كتب الرجال كطبقات ابن سعد ، والتاريخ الكبير للبخاري ، والجرح والتعديل لأبن أبي حاتم ، ونحوها من كتب التراجم ، يعلم علم يقينياً أنه ما من شخصية عرفت بعلماء أو دعوة أو غيرها – وبالأخص القرون الثلاثة الأولى – إلا ونجد عنها خبراً – ولومجرد ذكر – فكيف يمكن أن تعيش هذه الشخصية في بلاد كالبصرة ، في تلك الفترة ، وتقودحركة علمية ، ويتتلمذ عليها رجال من الشرق والغرب ، ومع ذلك لا تذكر بحرف ؟!
3- شيخ الربيع في كثير من المواضع في هذا الكتاب هو أبو عبيدة مسلم ابن أبي كريمة التيمي بالولاء ، الذي يزعمون أنه تزعم الحركة الإباضية بعد جابر بن زيد ، وتوفي في عهد أبي جعفر المنصور سنة 158هـ. وهذا أيضاً لا توجد له ترجمة ، ونقول عنه كما قلنا عن الربيع بن حبيب .
4- مرتب الكتاب هو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني ، وهو _كما يزعمون _متأخر في القرن السادس ، وما قلناه عن الربيع وشيخه نقوله عن هذا أيضاً ، لأنه لا توجد له ترجمة في كتب الرجال التي عنيت بترجمة أهل ذلك العصر كالتكملة لوفيات النقلة ، أو سير أعلام النبلاء ، أو تاريخ الإسلام ، أو غيرها ، فجميع هذه الشخصيات التي لها علاقة مباشرة بالكتاب شخصيات مجهولة ندين الله عز وجل بأنها لم تنفخ فيها روح، ولم تطأ على أرض
5- لو كان هذا الكتاب موجوداً منذ ذلك التاريخ الذي يزعمونه سنة 170 هـ تقريباً ، وأحاديثه معروفة ، لاشتهر شهرة عظيمة بسبب أسانيده العالية ، وكان الأقدمون من علمائنا يحرصون حرصاً بالغاً على علو الإسناد – كما هو حال هذا الكتاب – ولم يكونوا يمتنعون من الرواية عن الخوارج ، فقد رووا عن عمران بن حطّان الذي امتدح عبد الرحمن بن ملجم في قتله علياً رضي الله عنه ، فمن المعروف أن البخاري أخرج له في صحيحه ، فلو كان الربيع – وإن كان خارجياً – يروي هذه الأحاديث وهو ثقة ، لكان معروفاً ، ولعرف الكتاب ، ولعرفت تلك الأحاديث ، حتى وإن كان غير مرضي عنه كما هو واقع مسند زيد بن علي الذي يرويه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي فإن هذا المسند تزعم الزيدية فيه كما تزعم الإباضية في مسند الربيع بن حبيب ، ولكن العلماء السابقون لما عرفوه بينوا ما فيه ببيان حال راويه ، فقال وكيع بن الجراح عن عمرو بن خالد هذا : ((كان في جوارنا يضع الحديث ، فلما فُطن له تحوّل إلى واسط)) ، وقال الإمام أحمد : (( كذاب يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة )) ، ورماه بالكذب ووضع الأحاديث جمع من العلماء . فلو كان الربيع بن حبيب ومسنده معروفين ، لاشتهرا إن كان الربيع ثقة وكان مسنده صحيحاً ، أو لتكلم عنه العلماء إن كان الربيع غير ثقة وكان الكتاب مطعوناً فيه كما وقع لمسند زيد بن علي. ويؤكد هذا واقع الكتاب ، ففيه أحاديث لو كانت موجودة في ذلك العصر لا هتم بها العلماء غاية الاهتمام لشدة حاجتهم إليها ، كحديث : (( إنما الأعمال بالنيات)) فقد تكلم العلماء عن هذا الحديث كثيراً وعدّوه من غرائب الصحاح ، بل هو أول حديث يذكر في غرائب الصحاح ، لأنه لم يرو إلا من طريق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- ، ولم يروه عنه سوى علقمه بن وقاص الليثي ، ولا رواه عن علقمة سوى محمد بن إبراهيم التيمي ، ولا رواه عن محمد سوى يحي بن سعيد الأنصاري ، وعن يحي اشتهر . ونصّ العلماء على أنه لم يرو إلا عن عمر – رضي الله عنه - ، ولا يروى عن أحد من الصحابة غيره سوى رواية جاءت عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – وضعفها لأن أحد الرواة أخطأ فرواها عن الإمام مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، والص
جاء في الموطأ للإمام مالك من روايته للحديث عن يحي بن سعيد الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن علقمة ، عن عمر كما رواه غيره . ومع هذا كله نجد مسند الربيع بن حبيب يستفتح برواية عن البيع ، عن شيخه أبي عبيدة ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الأعمال بالنيات …… ألخ . وتعتبر هذه الرواية عندهم أصح من رواية حديث عمر . فلو كان ذلك كذلك ، لاهتم بها العلماء غاية الاهتمام ، أو على الأقل لنقدوها كما نقدوا روايته عن أبي سعيد !! ومثله حديث : (( اطلبوا العلم ولو في الصين )) . فهذا الحديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاؤا له في هذا المسند بطريقة تعتبر – كما يزعمون– من أصح الطرق – إن لم تكن أصحها - ، فيا للدهشة ! أما كان العلماء يعرفون تلك الطريق حتى يحكموا على الحديث بأنه موضوع ؟! لو كان هذا الكتاب موجوداً ، وتلك الطريق معروفة لما أغفلها العلماء الذين ملأ كلامهم عن الأحاديث وعللها الكتب ، وصنفوا في ذلك المصنفات ، كيحي القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعلي بن المديني ، ويحي بن معين ، والإمام أحمد ، والبخاري ، ومسلم بن الحجاج ، وأبي زرعة الرازي ، وأبي حاتم الرازي ، والنسائي ، والدارقطني ، بل هناك كتب صنفها العلماء تعني بالطرق الغريبة التي ترد لمتون معروفة من طرق أخرى ، كمسند البزار ، والمعجم الأوسط للطبراني ، مع ذلك لا تجد لهذه الطريق أدنى ذكر ، فَعَلاَمَ يدلّ هذا ! بل ترد فيه متون تناقض المتون الصحيحة مناقضة من كل وجه ، كحديث : (( ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي )) ، فإنه يعارض الحديث الصحيح : (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )) ، فالحديث الأول مروي في هذا المسند برقم (1004) ، ولو كان معروفاً لذكر في بطون الكتب الحديثية وما أكثرها ، ونحن نتحدّاهم أن يعطونا كتاباً أُلف قبل الألف للهجرة ذكر هذا الحديث ولو مجرد ذكر ، حتى وإن كان من كتب الموضوعات ، والسبب أن الوضاعين لم يجرأوا على ما اجترأ عليه هؤلاء الذين كان أهل السنة يروون عن أسلافهم لأنهم لا يكذبون ، أما هؤلاء الإباضية فقد جمعوا كذب أسلافهم خلال أكثر من ألف عام فصبّوه في هذا المسند الذي لا يشك من له أدنى إلمام بعلم الحديث بأنه أتفه من أن يذكر ، ولا يسوى مداد حرف من حروفه
6- لما واجه الإباضية مثل هذه الانتقادات زعموا أن السبب في عدم معرفة الكتاب ولا مؤلفه : معارضة الحكومتين : الأموية والعباسية للحركة الإباضية ، مما اضطرها إلى أن تعيش بثقافتها وتراثها في السراديب ، ولم تتهيأ للكتاب الفرصة المناسبة للخروج حتى يعرف ، ولا لمؤلفه كذلك. وهذا الكلام غير صحيح ، لأنهم يزعمون أن أبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة تتلمذ على جابر بن زيد وتزعم الحركة الإباضية بعده ، فلماذا عُرف جابر بن زيد ، ولم يُعرف هو، ولا تلميذه الربيع ابن حبيب ، مع أنهما كانا يقودا حركة بأكملها ، والقادة هم أول من يُعرف ، بل إن من يتتبع ذاك الصراع الطويل للخوارج بأكملهم مع الأمويين والعباسيين يجد زعماء الخوارج معروفين ، ومواقفهم وشجاعتهم معروفة ، ولكن لم يرد لأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ولا تلميذه الربيع بن حبيب أدنى ذكر . وكذلك أيضاً فإن تلاميذ جابر بن زيد معروفون ، ولم يُذكر فيهم أبو عبيدة ، فكيف يمكن التسليم لهم بأن الربيع بن حبيب تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر ؟ أما كان يُعرف واحد من هؤلاء الرجال يقول في ذلك الوقت : حدثني الربيع بن حبيب حتى نعلم أن الله خلقه ؟!!! وإذا كان هذا الكلام صحيحاً لماذا لم يختف عمران بن حطان الخارجي وتختف أحاديثه ؟ كيف استطاع أهل السنة الرواية عنه ؟ وإذا كان هذا الكلام صحيحاً ، فلماذا لم يظهر الكتاب أثناء قيام الدولة الرستمية الإباضية في المغرب ، من الذي كان سيبطش بالكتاب أو بجملته وهناك دولة تحميه ؟! لكننا نعرف السبب ، وهو أن الكتاب لم يكن معروفاً آنذاك ، وإنما كانت الدولة الرستمية تتلقف ما خلفه فكر الخوارج على ممر السنين دون أن يكون هناك مستند علمي مسطور. ولما واجه الإباضية مثل هذه الانتقادات التي تهدم بنيانهم ، وتأتي عليه من أساسه ، زعموا أن الربيع بن حبيب شخصية معروفة ، وذلك بعد أن ذهبوا يتلمسون في الكتب لعل هناك من يسمى بهذا الاسم ، فحداهم الشوق إلى أن ظفروا برجل يسمى الربيع بن حبيب زعموا أن الإمام أحمد قد وثقه ، ولكن الهوس أعماهم عن النظر في نِحْلَة ذلك الرجل ، ولم ينتبهوا إلى أنه شيعي ، وشتان بين الشيعي والخارجي ، ومع ذلك فلم يذكروا أنه فراهيدي ، ولا أزدي ، وإنما ذكروا أنه مولىً لبني عبس ، أو حنفي – على اختلاف بين العلماء في التفريق بين الاثنين أو جعلهما واحداً ، والإمام أحمد يرى أنهما واحد - ، ولم يذكروا عنه أنه روى عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ، ولا أنه ألّف
لمسند ، أو روى شيئاً من هذه الأحاديث التي ضمها المسند وما أكثر المناكير فيها ، وإنما استنكروا على الربيع بن حبيب الشيعي حديثاً رواه وهو قول علي رضي الله عنه : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السَّـوْم قبل طلوع الشمس ، وعن ذبح ذوات الدَّرّ ، وإنما وثقه الإمام أحمد لأنه يرى أن الخطأ في هذا الحديث من غيره . فالشاهد أنه ليس لديهم أدنى دليل يدل على أن هذا الرجل العبسي أو الحنفي هو صاحبهم الفراهيدي الأزدي ، والله أعلم. هذا مع أن الكتاب ترد فيه أحياناً أسماء لشيوخ الربيع بن حبيب وغيرهم ، وهم مجاهيل أيضاً لا يُعرفون ، والكلام عنهم كالكلام عن الربيع وشيخه. والكتاب بجملته إنما وضع لنصرة الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة ونفي الشفاعة ونفي الرؤية ونفي كثير من الصفات إن لم تكن كلها ، وغير ذلك مما تضمنه مذهبهم الباطل ، ويحاولون الاستدلال على ذلك بالسنة المكذوبة بعد أن عجزوا عن القرآن ، وصنعوا ما لم تصنعه طائفة غيرهم حين اختلقوا هذه الأحاديث في هذه الأعصار المتأخرة ، وما علموا أن العلماء قالوا : (( لما استعمل الرواة الكذب ، استعملنا لهم التاريخ
(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق))
ها هو التاريخ يعيد نفسه ..
شكك سعد الحميد في مقال له نشره المدعو " سليل المجد " في مسند الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله تعالى .
ويذكرنا هذا بالخراشي الذي نشر مقاله الأول أبو عبد الإله ، فما أشبه الليلة بالبارحة ، والسعيد من اعتبر بغيره ، ولكن "ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور" ولست أشك في أن نهاية هذا كنهاية ذاك حيث نكص على عقبيه وولى الأدبار ولننظر النتيجة فإنها قريبة ، إن شاء الله .
أثار سعد الحميد الذي أعطي لقب "الشيخ" قضايا حول مسند الإمام الربيع وسأتناولها واحدة تلو الأخرى ، ولن أطيل فيها ، فمن لم ينفعه قليل الحكمة ضره كثيرها .
القضية الأولى : شخصية الإمام الربيع بن حبيب .. وباختصار يقول الإباضية عن هذا العالم الجليل :
هو أبو عمرو الربيع بن حبيب البصري الفراهيدي ، ثالث أئمة المذهب الإباضي ، ولد في عمان ثم انتقل إلى البصرة فمكث هناك أغلب حياته وعاد في آخر عمره إلى عمان مسقط رأسه وتوفي فيها ، وقبره في ولاية "لوى" التي فيها نسبة غير قليلة من السنة .
من شيوخه :
- أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي.
- ضمام بن السائب العماني.
- أبو نوح صالح الدهان.
ذا باختصار ما يقوله الإباضية عن الإمام الربيع ، فماذا يقول العالم النهرير والشيخ الكبير فريد دهره ووحيد عصره سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز الحميد .. اسمعوا أيها العقلاء :
"الربيع بن حبيب الفراهيدي شخصية لا وجود لها في التاريخ ، ولم تلدها أرحام النساء ، وإنما نسجها خيال الإباضية لنصرة باطلهم ، فهم يزعمون أنه قاد الحركة الإباضية بالبصرة تعليقا وتنظيما ، وأنه ثقة مرتضى تتلمذ عليه رجال من الشرق والغرب من العرب والبربر وأنه توفي سنة 170هـ . ونحن بدورنا نسألهم فنقول أنى لكم هذا ؟ ومن أين أخذتموه ؟ أعطونا مرجعا من المراجع القديمة المعروفة قبل سنة 1000 للهجرة سواء كان ذلك المرجع لأهل السنة أو للإباضية أو للرافضة أو لليهود أو للنصارى أو لغيرهم ، أما المراجع الحديثة كالأعلام للزركلي أو معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة أو نحوها فهي تؤكد على أن هذه الشخصية اختلقت مؤخرا ، وهي إنما تلقت هذه المعلومات في إباضية هذا العصر . ومن تأمل كتب الرجال كطبقات ابن سعد والتاريخ الكبير للبخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ونحوها من كتب التراجم يعلم علما يقينيا أنه ما من شخصية عرفت بعلم أو دعوة أو غيرها وبالأخص القرون الثلاثة الأولى إلا ونجد عنها خبرا ولو مجرد ذكر فكيف يمكن أن تعيش هذه الشخصية في بلاد كالبصرة في تلك الفترة وتقود حركة علمية ويتتلمذ عليها رجال من الشرق والغرب ، ومع ذلك لا تذكر بحرف ؟"!
أولا : قبح الله الجهل وأخزى الحماقة .
ثانيا : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به بعض عباده .
ثالثا : الإمام الربيع بن حبيب ذكره علماء كثيرون وذكره المقدمون في فن الحديث والرجال ، وأما كتب الإباضية فقلما يخلو كتاب ألفه إباضي من ذكر هذا الإمام الجليل ابتداء من القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذا ، وخذ مثلا :
1- مدونة أبي غانم الخراساني (ت أوائل القرن الثالث).
2- جامع ابن جعفر (القرن الثالث).
3- "جامع أبي الحواري" (القرن الثالث).
4- "المعتبر" للإمام أبي سعيد الكدمي (القرن الرابع).
5- "جامع ابن بركة" (القرن الرابع).
6- "جامع أبي الحسن البسيوي" (القرن الرابع).
7- "السير" لمجموعة من العلماء (من القرن الثاني إلى الرابع).
8- "بيان الشرع" لمحمد بن إبراهيم الكندي (القرن الخامس).
9- "المصنف" لأحمد بن عبدالله الكندي (القرن السادس).
10- "طبقات المشايخ" للدرجيني (القرن السابع).
11- "الجواهر المنتقاة" للبرادي (القرن الثامن).
12- "السيــر" للشماخي توفي عام 928هـ
كل هذه الكتب لعلماء توفوا قبل سنة 1000هـ وغيرهم كثير جدا .
وأما غير الإباضية فذكر منهم الإمام الربيع بن حبيب البصري الأئمة وأقطاب الجرح والتعديل :
1- البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" الذي نفى ذكر الإمام الربيع فيه شيخ المحدثين سعد الحميد ، وأما الإمام البخاري فذكره فقال : (ج3 ص 277)
ربيع بن حبيب : سمع الحسن وابن سيرين روى عن موسى البصري
2- ابن حبان : قال في كتاب "الثقات" ج6 ص 299:
الربيع بن حبيب يروي عن الحسن وابن سيرين ، روى عن موسى بن إسماعيل
3- ابن شاهين في كتابه "تاريخ أسماء الثقات":
- والربيع بن حبيب أيضا بصري ، عن الحسن وابن سيرين ، وهو ثقة.
4- يحيى بن معين في كتابه "التاريخ" في عدة مواضع سيأتي ذكرها.
5- الإمام أحمد بن حنبل: ذكره بما لا يدع مجالا للشك في كتابه "العلل ومعرفة الرجال" (طبعة المكتبة الإسلامية الطبعة الأولى 1408هـ – 1988)
يقول عبدالله بن الإمام أحمد (ج2 ص 56 رقم 1538أ):
"سمعته يقول : كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال له الهيثم بن عبدالغفار الطائي يحدثنا عن همام عن قتادة رأيه ، وعن رجل يقال له الربيع بن حبيب عن ضمام عن جابر بن زيد وعن رجاء بن أبي سلمة أحاديث
أفهمت يا عالم العلماء !
"كان يقدم علينا من أهل البصرة رجل"
"وعن رجل يقال له : الربيع بن حبيب عن ضمام عن جابر بن زيد"
وهذا النص موجود في تاريخ بغداد ج14 ص 55
الا انه قال : "همام عن جابر بن زيد" ولا شك أنه تصحيف عن ضمام لورودها كذلك في كلام الإمام أحمد وجابر بن زيد هو أبو الشعثاء إمام الإباضية ، وأما ضمام فهو ابن السائب العماني الإباضي ذكره أيضا يحيى بن معين في "التاريخ" (طبعة دار القلم بيروت برواية الدوري) في موضعين :
- جـ2 ص157 رقم 3940
- جـ2 ص 268 رقم 4723.
وذكره الدولابي في "الكنى والأسماء" جـ2 ص 74 ، 75
وقد تقدم أن ضماما من شيوخ الإمام الربيع .
وروى الربيع في المسند عن ضمام عن جابر بن زيد الحديث رقم 520 ، وروى عنه الحديثين 112 ، 688 بواسطة أبي عبيدة مسلم .
والربيع بن حبيب هذا هو الإباضي المعروف ، وهو يختلف عن الآخرين اللذين ذكرا باسم الربيع بن حبيب ، وهما :
1- الربيع بن حبيب أبو سلمة الحنفي من أهل اليمامة :
ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) وابن حبان في ( الثقات ) والذهبي في (ميزان الاعتدال) ، والمزي في (تهذيب الكمال) وابن حجر في (التهذيب) و (التقريب) وهو ثقة .
2- الربيع بن حبيب الكوفي أخو عائذ بن حبيب يقال لهما بنو الملاح .
ذكره البخاري في (التاريخ الكبير) ، وابن حبان في (المجروحين ) والذهبي في الميزان والمزي في التهذيب وابن حجر في التهذيب والتقريب وهو مختلف في توثيقه .
أما الربيع بن حبيب البصري فإلى معشر القراء الكرام شهادة يحيى بن معين فيه من كتابه التاريخ :
1- ج1ص260 رقم(1711) : الربيع بن حبيب أيضا بصري ، يروى عن الحسن وابن سيرين ، وهو ثقة .
2- ج2 ص87 رقم 3406 : الربيع بن حبيب ، بصري ثقة .
3- ج2ص113 رقم 3593 : الربيع بن حبيب بصري يحدث عن الحسن وابن سيرين وهو ثقة .
4- ج2ص195 رقم 4206 : الربيع بن حبيب البصري ، ثقة .
5- ج2 ص263 رقم 4697 : الربيع بن حبيب بصري يروي عنه أبو داود وعفان .
في كتب الاباضية لا يجوز الانكار على من تبرأ من عمر بن الخطاب رضي الله عنه
شركة نقل عفش المدينة المنورة مما لاشك فيه أن الكثير من المستخدمين في وقت من الأوقات لابد أن يقومون ولو لمرة واحدة بنقل العفش حيث أنهم يريدون بشدة أن يتم نقل الأثاث بدقة وكفاءة لا متناهية لا مثيل لها ومن أجل ذلك فانهم يجب أن يقومون بالتعاون مع شركة نقل اثاث وعفش رائعة وذو جودة عالية وتمتلك من الشهرة والكفاءة مايجعلها رائدة في هذا المجال حيث أنه يعتبر الأثاث هو الشئ الهام والضروري الذي يهم جميع ربات المنزل فيمكن التعاون مع شركة نقل اثاث رائعة ومتعددة في الكثير من الأماكن المختلفة والتي تعطي خدماتها بجودة وكفاءة عالية ومن خلال تلك المقالة يمكنك التعرف علي الكثير من فروع شركة نقل اثاث المتميزة والغنية عن التعريف
شركة نقل عفش بالمدينة المنورة
إرسال تعليق